الاثنين، 9 أبريل 2007

إميل حبيبي

ولد في حيفا عام 1921،وأتم دراسته الثانوية فيها وفي عكا،واشتغل عامل بناء زمناً، ثم انتقل للعمل مذيعاً ‏بإذاعة القدس،واستقال منها ليعمل موظفاً في معسكرات جيش الانتداب،ثم محرراً في جريدة ((الاتحاد)) وأصدر ‏مجلة ((المهماز)) في حيفا عام 1946. وناضل نضالاً متصلاً ضد الانتداب البريطاني، ثم ضد مماراسات الدولة ‏الاسرائيلية بعد قيامها. واختاره المواطنون العرب ضمن من يمثلونهم في الكنيست، وبقي عضوا؟ً به حتى عام ‏‏1972 حين قدم استقالته ليتفرغ للكتابة. وفي عام 1990،اهدته منظمة التحرير الفلسطينية ((وسام ‏القدس))، وهو أرفع وسام فلسطيني. وفي عام 1992 منحته اسرائيل ((جائزة الإبداع)) فارتفعت الأصوات ‏تطالبه برفضها، ولكنه قبل الجائزة، ثم أعلن تبرعه بقيمتها المادية لجمعية المقاصد الإسلامية التي تتولى علاج ‏جرحى الانتفاضة. وفي العام الأخير من حياته، انشغل بإصدار مجلة أدبية أسماها "مشارف". ورحل إميل في ‏مايو/أيار عام 1996، وأوصى أن تكتب على قبره هذه الكلمات :"باقٍ في حيفا".‏
نشر حبيبي عمله الأول "سداسية الأيام الستة" عام 1968، وبعده تتابعت الأعمال :"الوقائع الغريبة في اختفاء ‏سعيد أبي النحس المتشائل" 1974،"لكع بن لكع" رواية مسرحية 1980،ثم "أخطية" 1985 ‏وأخيراً"خرافيةسرايا بنت الغول"1991.‏
جعلت تلك الأعمال القليلة صاحبها أحد أهم المبدعين العرب.ولإحسات قراءة إميل حبيبي وفهمه،يجب أن ‏نضع في حسباننا دائماً أنه يكتب من داخل الزنزانة الإسرائيلية، وهو ،من ثم يفتقد القدر الكافي من الحرية ‏ليقول-مباشرة-ما يريد، وكان عليه أن يلجأ إلى الرمز والكناية والإيماءة والإشارة من بعيد.‏
في روايته الفذة " المتشائل" لم يسلك إميل أياً من السبل المطروقة في الرواية العربية أو العالمية ، بل أسس إبداعاً ‏جديداً يقوم على استلهام التراث الفلسطيني والعربي، وحسن استخدام اللغة ، والجرأة في التعامل معها ، ‏والاستعانة بالأمثال والحكايات ، ثم اللجوء إلى السخرية أو الفكاهة السوداء لو صح التعبير، وجوهر الرواية ‏هو وصول بطلها "سعيد" إلى حتمية صيغة الفداء والمقاومة المسلحة . هو في "الكتاب الأول" باحث عن " ‏التكيف" ملتمس للأمن والأمان ،مستعد لتقديم كل التنازلات التي تطلبها منه الدولة العنصرية الباطشة. ثم يقف ‏‏– في نهاية "الكتاب الثاني"- ممزقاً في ازدواجيته اللعينة تلك، وقد حمل ابنه السلاح ضد الدولة ولاذ بكهف ‏يعيد.‏
وفي" الكتاب الثالث" ينتهي الامر بسعيد إلى الجلوس على قمة عمود يرفض النزول عنه، صحيح أنه تغير وأيقن ‏أن تنازلاته كلها لم تجده شيئاً لكنه عاجز عن النزول إلى الناس والمشاركة في نضالهم ولا يجد أمامه سوى ‏الاستنجاد بالكائن الفضائي الذي يستجيب له فيحمله إلى حيث ألقت الجنون أو الموت وتكون كلمة" يعاد ‏الثانية" خير ما يقال في وداع "أبي النحس": لقد استراح واراح.‏
ان العمل كله يؤكد سقوط صيغة "المتكيف" او "مزدوج الولاء" داخل اسرائيل وصعود صيغة: الفدائي" الذي ‏يحمل السلاح في وجه الدولة الغاصبة لا سبيل سواه.‏

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مجهودك جبار تحايايا لك يا صاحب المدونة

شكرا جزيلا

دخت وما لقيت هاي الرواية ولا بمكتبة حتى معرض الكتاب بمصر

كل التحايا لك