الثلاثاء، 17 أبريل 2007

(4)

سعيد يدخل إسرائيل لأول مرة

قطعت الحدود في سيارة دكتور من جيش الإنقاذ كان يغازل أختي في عيادته في وادي ‏الصليب في حيفا. فلما رحلنا إلى صور وجدناه في استقبالنا. فلما بدأت أرتاب في الأمر تحول ‏إلى أعز أصحابي. فاستذوقتني زوجه. فسألني: هل تحفظ السر? قلت: مثل نجم فوق عاشقين. ‏قال: فأمسك لسانك إنها فروط. فأمسكت. ‏
فلما كشفت له عن رغبتي في التسلل إلى إسرائيل، تبرع بحملي في سيارته. وقال: أفضل لك. ‏قلت: ولك. فقال: على بركة الله. وباركتنا الوالدة. ‏
بلغنا ترشيحا حين كانت الشمس والأهالي تهجرها. فاستوقفنا الحرس. فأظهر الدكتور بطاقته ‏فحيونا، وكنت مذعورًا. فضحك الدكتور وشتمهم فشتموه وضحكوا. ‏
وبتنا في معليا حتى استيقظت قبل الفجر على همس صادر عن سرير الدكتور إلى جانبي. ‏فحبست أنفاسي. فتبينت صوتًا يهمس أن زوجها لا يستيقظ الساعة. فقلت: لا يمكن أن تكون ‏هذه أختي، فأختي لا زوج لها حتى الآن. فنمت مطمئنًا. ‏
وتغدينا في بيت والدها في أبو سنان، وكانت في ذلك الوقت أرضًا حرامًا، أي لا يطرقها ‏سوى الجواسيس وتجار الغنم والحمير السائبة. ‏
واكتروا لي دابة هبطت على ظهرها إلى كفرياسيف.. وكان ذلك في صيف عام .1948 ‏وعلى ظهر الجحش من أبو سنان إلى كفرياسيف احتفلت بصيفي الرابع والعشرين. ‏
وأرشدوني إلى مقر الحاكم العسكري. فدخلته راكبًا على جحش بن أتان. وكانت على عتبته ‏ثلاث درجات صعدتها الدابة في خيلاء. ‏
فتدافع العسكر نحوي، مذهولين. فصحت: سفسارشك، سفسارشك! فانطلق نحوي عسكري ‏سمين. وصرخ: أنا الحاكم العسكري، وانزل عن الحمار. قلت: أنا فلان بن فلان، ولا أنزل ‏إلاّ على عتبة الخواجا سفسارشك. فشتمني، فصحت: أنا طنيب على الخواجا سفسارشك. فشتم ‏الخواجا سفسارشك. فنزلت عن الحمار. ‏

ليست هناك تعليقات: