سعيد يدخل إسرائيل لأول مرة
قطعت الحدود في سيارة دكتور من جيش الإنقاذ كان يغازل أختي في عيادته في وادي الصليب في حيفا. فلما رحلنا إلى صور وجدناه في استقبالنا. فلما بدأت أرتاب في الأمر تحول إلى أعز أصحابي. فاستذوقتني زوجه. فسألني: هل تحفظ السر? قلت: مثل نجم فوق عاشقين. قال: فأمسك لسانك إنها فروط. فأمسكت.
فلما كشفت له عن رغبتي في التسلل إلى إسرائيل، تبرع بحملي في سيارته. وقال: أفضل لك. قلت: ولك. فقال: على بركة الله. وباركتنا الوالدة.
بلغنا ترشيحا حين كانت الشمس والأهالي تهجرها. فاستوقفنا الحرس. فأظهر الدكتور بطاقته فحيونا، وكنت مذعورًا. فضحك الدكتور وشتمهم فشتموه وضحكوا.
وبتنا في معليا حتى استيقظت قبل الفجر على همس صادر عن سرير الدكتور إلى جانبي. فحبست أنفاسي. فتبينت صوتًا يهمس أن زوجها لا يستيقظ الساعة. فقلت: لا يمكن أن تكون هذه أختي، فأختي لا زوج لها حتى الآن. فنمت مطمئنًا.
وتغدينا في بيت والدها في أبو سنان، وكانت في ذلك الوقت أرضًا حرامًا، أي لا يطرقها سوى الجواسيس وتجار الغنم والحمير السائبة.
واكتروا لي دابة هبطت على ظهرها إلى كفرياسيف.. وكان ذلك في صيف عام .1948 وعلى ظهر الجحش من أبو سنان إلى كفرياسيف احتفلت بصيفي الرابع والعشرين.
وأرشدوني إلى مقر الحاكم العسكري. فدخلته راكبًا على جحش بن أتان. وكانت على عتبته ثلاث درجات صعدتها الدابة في خيلاء.
فتدافع العسكر نحوي، مذهولين. فصحت: سفسارشك، سفسارشك! فانطلق نحوي عسكري سمين. وصرخ: أنا الحاكم العسكري، وانزل عن الحمار. قلت: أنا فلان بن فلان، ولا أنزل إلاّ على عتبة الخواجا سفسارشك. فشتمني، فصحت: أنا طنيب على الخواجا سفسارشك. فشتم الخواجا سفسارشك. فنزلت عن الحمار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق